حوادث وقضايا

بعد الكشف على المصابين.. أطباء مصريين يكشفون حقيقة استخدام أسلحة محرمة دوليا

يبدأ محمد يومه منذ تلقيه خبر وجوده في شمال سيناء ضمن الأطقم الطبية الموجهة لاستقبال المصابين الفلس طينين من قطاع غ زة عبر معبر رفح، فجرا، حيث يتنقل ما بين غرفة الادارة أو العمليات ونقل المصابين من سيارات اسعاف الهلال الأحمر الفلس طيني إلى الإسعاف المصري ثم نقلهم إلى معبر رفح.

يشير إلى أنه كان ضمن غرفة الإدارة في اليوم الأول إلا أنه انتقل لنقل المصابين فيما بعد، ومع أول حالة تم نقلها من الجانب الفلس طيني ركز في حجم الحروق الموجودة على الجسد، مشيرًا إلى أنه لم يجد مشابها لها طوال فترة خدمته في مرفق الاسعاف والذي يتيح له أن يكون المنقذ الأول لحالات الاصابة خاصة الخطرة.

يستعرض محمد الحالات فيشير إلى وجود سمار غير طبيعي في درجات الحروق على المصابين القادمين من قطاع غ زة، مرجحا أن يكون بسبب الأسلحة التي تم ضربهم بها على مدار الأيام الماضية، مؤكدا أنه لن يستطيع تحديد سبب التأثير بشكل رئيسي لكن المؤكد أن التشخيص سيتم وفقا للجنة طبية مع تكهنات بتسبب قنابل الفوسفور الأبيض والقنابل المميتة في هذه النسبة من الحروق والاصابات التي تذيب الجسد.

خلال تفقده لعمل الطواقم الطبية في شمال سيناء وعلاج مصابي قطاع غ زة، دار حوارا بين وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار، وأحد الأطباء الذي طلب بضرورة تشكيل لجنة من الطب الشرعي لفحص الإصابات وبيان طبيعة السلاح المستخدم في القصف الاس رائيلي خاصة مع شكل الاصابات التي يتم علاجها.

السؤال من الطبيب جاء برد من وزير الصحة والذي سأله حول طبيعة شكوكه ليرد أنه يشك في استخدام إس رائيل لأسلحة بيولوجية محرمة دوليًا، كما أضاف الطبيب أن الجريح الواحد يعالج من إصابات متعددة تشمل كسورًا وحروقًا وشظايا موضحًا أن هذه الإصابات تؤكد تعرض المدنيين لقصف بسلاح حارق وخارق ومحرم دولياً.

ماقاله الطبيب المصري فتح بابا واسعا حول التحقيق في الاصابات الحالية للقادمين من قطاع غ زة واثبات ما يثار عن استخدامها أسلحة محرمة دوليا، خاصة مع ما أعلنته وزارة الصحة في غ زة بأن القوات الإس رائيلية تستخدم سلاحاً جديداً في القصف، يخترق الأجساد ويحدث انفجارات داخلها وحروقاً تؤدي لإذابة الجلد فيما تحدث الشظايا انتفاخاً وتسمماً.

أحمد كان أحد الأطباء المتخصصين في إجراء عمليات جراحية في المستشفيات المخصصة لاستقبال مصابي قطاع غ زة في شمال سيناء، يشير بدوره إلى أن هناك حالات لديها آثار غير طبيعية في العظام تحديدا وهو أمر لم يسبق أن رآه كطبيب متخصص خلال الفترة الماضية.

وأضاف في شهادته لـ«المصري اليوم» أنه من المؤكد الأفضل اللجوء للجنة متخصصة من الطب الشرعي لاثبات تعرض المصابين لقصف بأسلحة محرمة، خاصة وأن هناك حالات درجة الحروق لديها تصل لنسب كبيرة جدا وآثر هذه الحروق أدى إلى إذابة عظام داخلهم وبالتالي هو آثر غير طبيعي.

وقال وكيل وزارة الصحة في غ زة يوسف أبوالريش، إن هناك مصابين بحروق درجتها 80%، ما يدل على استخدام أسلحة جديدة، كاشفا أن الطواقم الطبية بغ زة لاحظت تعرض المصابين لحروق بالغة وذوبان جلد لم تشهدها من قبل على أجساد الجرحى ما يصعّب من علاجهم وداعيا المؤسسات الدولية إلى الكشف عن طبيعة الأسلحة المستخدمة وتقديم العلاجات اللازمة عاجلاً.

دكتور ابو بكر القاضي عضو مجلس نقابة الأطباء المصرية قال بدوره إن هناك شهادات لأطباء متشكيين من وجود آثار بيولوجية من المشاركين في علاج مصابي قطاع غ زة إلا أنه يجب مراجعة ذلك وفقا للجنة طبية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن النقابة تعمل على تأهيل 150 طبيبا للتعامل الفوري مع المصابين القادمين من قطاع غ زة أو حتى التوجه لمستشفيات القطاع اذا اقتضت الحاجة.

وأضاف عضو مجلس نقابة الأطباء لـ «المصري اليوم»، إن الاحت لال الاس رائيلي ينفذ جريمة إبادة ويعتدي على المنشآت الصحية في قطاع غ زة، الأمر الذي يجب مواجهته والتنديد به، مشيرًا إلى أن نقيب الأطباء الدكتور اسامة عبدالحي بنفسه كان ضمن المتدربين المتطوعين في دورة نقابة الأطباء الجارية حال تم طلب أطباء للعمل في مستشفيات غ زة أو شمال سيناء.

وأشار إلى أن نقابة الأطباء نفسها تبرعت بنحو 2 مليون جنيه من خلال لجنة مصر العطاء وجمعت رقم اكبر من التبرعات إلى جانب الأدوية الصحية والاحتياجات الطبية اللازمة لاغاثة أهالي قطاع غ زة، مؤكدا على التنسيق مع وزارة الصحة والسكان والجهات المسؤولة في حال طلب أطباء للعمل من داخل قطاع غزة أو شمال سيناء.

من جهته، أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الاعلامي لوزارة الصحة والسكان في مصر أنه لم يتم اثبات وجود أي علامات بيولوجية على المصابين القادمين من قطاع غ زة مشيرًا إلى أنه لم يتم التحقق من هذه الادعاءات من الأساس لاثباتها من خلال وزارة الصحة المصرية منذ اعلان استقبال مصابين من القطاع.

وأضاف المتحدث الاعلامي لوزارة الصحة لـ «المصري اليوم» أن الوزارة تقوم بدورها الاغاثي والعلاجي في هذه المرحلة والمتمثل في استقبال المصابين القادمين من قطاع غ زة ونقلهم إلى المستشفيات وعمل اللازم مشيرًا إلى أن الاصابات تنوعت ما بين جروح وكسور وحروق بين المصابين القادمين من القطاع.

الطب الشرعي يحسم الجدل

وتواصل «المصري اليوم» مع كبير الأطباء الشرعيين السابق في مصر الدكتور أيمن فودة والذي قال إنه بالتأكيد في هذه الحالات يتم آخذ عينات للتعرف على كافة التفاصيل مشيرًا إلى أن مصر لديها كافة الأجهزة التي تسهل اثبات استخدام أي نوع من الأسلحة أو الغازات الكيميائية من خلال العينات على أجساد المصابين.

وأضاف رئيس مصلحة الطب الشرعي في تصريحات خاصة، أنه يجري عمل مسحة من القدم أو مكان الاصابة ثم يتم الفصل من خلال المعامل المتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان والطب الشرعي والتي تقوم من خلال أجهزتها الخاصة والدقيقة في تحديد نوعية الأسلحة أي كان نوعها أو الغازات المستخدمة.

وأشار إلى أنه بمتابعته لحالات المصابين في قطاع غ زة وما يتم الاعلان عنه من وزارة الصحة هناك يبدو واضحا استخدام اس رائيل قنابل فسفورية وغازات

كيميائية لقتل المدنيين في قطاع غ زة، مشيرًا إلى أن حدوث اصابات مثل إذابة الجلد وغيرها لا تحدث من الأسلحة العادية أو الصواريخ العادية وإنما بسبب الأسلحة المحرمة دوليا.

ادمن / محسن طه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى