اخبار عالمية

العراق يسترد 23 ألف قطعة أثرية : كنوز حضارية لا تقدر بثمن

تشهد العراق جهودًا كبيرة في استعادة آثاره المهربة والمسروقة، حيث كشفت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية عن استعادة أكثر من 23 ألف قطعة أثرية من الخارج خلال الثلاث سنوات الأخيرة. تم استعادة 17,338 قطعة أثرية من الولايات المتحدة وعدة دول أخرى قبل عامين، بالإضافة إلى لوحة كلكامش التي تعتبر أول لوح طيني يحمل ملحمة كلكامش الشعرية منذ 3500 سنة قبل الميلاد، وكذلك الكبش السومري الطيني.

في إطار جهود الاسترداد، تمت إعادة 6 آلاف قطعة آثرية من إنجلترا كانت مستعارة من المتحف البريطاني منذ مئة عام.

تقوم الوزارة بتنظيم ملف الاسترداد عن طريق قسم مختص يتابع قنوات متعددة للتعرف على القطع الأثرية العراقية المهربة أو المسروقة أو التي تم النبش عنها عشوائيًا. يتم توثيق المعلومات والتواصل مع الجهات التي تملك تلك القطع في الدول الأخرى، ومن ثم تقوم الوفود العراقية بزيارتها والعمل على استعادة تلك القطع وإعادتها إلى المتحف العراقي.

يشهد الترميم والصيانة للقطع الأثرية التي يتم استعادتها عن طريق ملف الاسترداد اهتمامًا كبيرًا. يتم فحص تلك القطع وإجراء الكشف الخاص بها عن طريق الخبراء والفنيين، وإذا احتاجت إلى ترميم وصيانة، يتم تكليف لجنة وأقسام مختصة بالنظر فيها وتهيئتها للعمليات اللازمة وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة.

تُعتبر مسألة الآثار المهربة من بين أولويات السلطات العراقية، وتُعد استعادة هذا العدد الكبير والجيد من الآثار العراقية تطورًا إيجابيًا، مما يعكس التزام العراق بحقوقه وأملاكه. ويطالب المراقبون بمواصلة هذا التوجه الذي يؤكد أن العراق كان حضارة عظيمة عبر التاريخ.

نجد أن هناك اهتمامًا حكوميًا عاليًا بمسألة استعادة الآثار المهربة، مما يشير إلى أهمية هذا الملف في نظر الحكومة العراقية. يُعَدُّ الحفاظ على التراث الثقافي والآثار العراقية من أولويات السلطات، وذلك من خلال تعزيز الجهود لمكافحة عمليات النهب والتهريب واستعادة القطع الأثرية المفقودة.

تعتبر جرائم تنظيم داعش الإرهابي من أبرز الأسباب التي أدت إلى تدمير ونهب الآثار العراقية، وخاصة في مدينة الموصل التي تحتوي على ثروات آثرية هامة. بالإضافة إلى ذلك، عانى المتحف العراقي من سرقة الآثار خلال السنوات السابقة نتيجة للظروف الأمنية الصعبة التي مر بها البلاد وعدم استقرارها، بالإضافة إلى ظاهرة النبش العشوائي في بعض المناطق البعيدة.

تُجرى عمليات الترميم والصيانة للآثار المستعادة بعناية فائقة، حيث يتم إجراء الفحوصات اللازمة والتحليل الفني لتحديد حالة القطع الأثرية وما إذا كانت بحاجة إلى ترميم أو صيانة. تعمل لجان مختصة وأقسام معينة على تقديم الرعاية اللازمة وتهيئة تلك القطع وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة، بهدف الحفاظ على تراث العراق الثقافي وتأمين استمرارية تاريخه العريق.

يُشدد المراقبون على أهمية استمرار جهود استعادة الآثار المهربة والمسروقة، وتوجيه المزيد من الاهتمام والموارد لهذا المجال، وذلك من أجل حماية التراث الثقافي للعراق والمحافظة على تاريخه العريق ومكانته كمهد لأعظم الحضارات في العالم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى