اخبار عربية

الجيش الإس رائيلي يتجنب الصدام مع مصر

يدور خلاف جديد بين رئيس الوزراء الإس رائيلي، بنيامين نتن ياهو، والجيش بشأن مسار حرب غ زة، وهذه المرة سببه رغبة الجيش في عدم اجتياح مدينة رفح الفلس طينية حاليا، تجنّبا للصدام مع مصر، وفقا لصحيفة “يديعوت أحرنوت”.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، الأحد، إن نت نياهو اتهم الجيش الاس رائيلى بأنه يماطل في تنفيذ تعليماته بالاستعداد لتنفيذ هجوم على رفح، معللة ذلك بأن الجيش له وجهة نظر تجعله لا يريد صداما مع مصر في الوقت الراهن.

وتتماشى حسابات الجيش التي تُشير إليها الصحيفة الإس رائيلية، مع ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، السبت، حيث نقلت عن دبلوماسي غربي كبير في القاهرة قوله إنّ المسؤولين المصريين حثّوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ إس رائيل بأنهم يعتبرون أي تحركٍ لإجبار سكان غ زة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلّق فعليا اتفاقية السلام الموقّعة بين البلدين عام 1979.

حسابات متباينة

جاء في تقرير “يديعوت أحرنوت” عن حسابات الحكومة والجيش في إس رائيل بشأن خطوة اجتياح رفح، وتأثيرها على العلاقات مع مصر:

منذ أن أطلق نتن ياهو تصريحاته الجمعة بشأن نيّته الهجوم على رفح لتدمير 4 كتائب لحركة ح ماس موجودين بها، وهناك تنديد عالمي وخلاف واضح مع مصر.

نتن ياهو اتهم الجيش بالمماطلة في تنفيذ تعليماته الخاصة بالهجوم على رفح بينما يرى الجيش أن هناك أهمية لدور مصر في الأزمة الحالية، ويريد الحفاظ على تنسيق كامل معها.

مسؤولون أمنيون يرون أن أي عملية عسكرية في رفح، وبالتأكيد أي عمل على ممر فيلادلفيا، يجب ألا يتم إلا بالتنسيق مع القاهرة وبدعم دولي، ومن دون كليهما فإن العملية العسكرية التكتيكية يمكن أن تصبح مشكلة استراتيجية قد تؤثر على قدرة إس رائيل على تحقيق أهدافها من الحرب.

التنسيق مع مصر، الذي يسمح لإس رائيل بتفتيش كل شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية قبل أن تدخل غ زة عبر الأراضي المصرية، هو أمر غير مسبوق، ويحذّر قادة الجيش الإس رائيلي من أن أي تعطيل لهذا التنسيق سيكون ضارا بأمن إس رائيل.

وعلى المستوى الاستراتيجي، يظل التنسيق مع مصر أمرا حيويا لأي اتفاق مستقبلي لإطلاق سراح الرهائن حتى على حساب النفعية السياسية في إس رائيل.

لم تكتفِ مصر بالتعبير عن تهديدات محدّدة بأن إس رائيل تعرّض اتفاق السلام بين البلدين للخطر، بل قامت بنقل الدبابات ووحدات المشاة إلى منطقة الحدود، خوفا من تدفق موجات اللاجئين من غ زة إلى مصر.

بخلاف كل ذلك، فإن الجيش الإس رائيلي أكّد أن هجومه (البري) على رفح لن يكون قبل شهر رمضان، وسيكتفي بالهجوم من الجو.

“مغامرة استراتيجية”

الخبير العسكري المصري، جمال الرفاعي، يؤكّد لموقع “سكاي نيوز عربية”، وجود مخاوف إس رائيلية من تعريض العلاقات مع مصر للخطر “فذلك يعني أن تفقد تل أبيب وسيطا متمرّسا مهما تحتاج إليه للتواصل مع ح ماس، ويعرف كيف يقرب وجهات النظر”.

ويصف الرفاعي قرار نت نياهو بالهجوم على رفح بأنه “مغامرة بعلاقات استراتيجية مع دولة مهمة مثل مصر من أجل مصلحته السياسية، وقد يكون هذا الخلاف نقطة تحوّل في الصراع الدائر إذا غامر بهجوم عشوائي دون تنسيق واضح مع مصر”.

من ناحية أخرى، يشدّد الخبير العسكري على واقعية القلق المصري من تدفق اللاجئين إلى الأراضي المصرية؛ خاصة أنه لا توجد خطة واضحة لإجلاء النازحين من رفح إلى داخل مدن فلس طينية أخرى، وقد يدفعهم ضغط الهجوم إلى اجتياز الحدود، وهو ما ترفضه القاهرة حماية للأمن المصري وخوفا من تصفية القضية الفلس طينية

“وسيلة ضغط”

لا يستبعد المحلل السياسي الفلس طيني، نزار جبر، أن تكون تهديدات نتن ياهو بالدخول لرفح “وسيلة ضغط ليس إلا لدفع ح ماس للقبول بهدنة تسير كما يريد، خاصة أن هذه التهديدات جاءت بعد رفضه مطالب ح ماس الخاصة بالهدنة”.

ويُضيف جبر لـ”سكاي نيوز عربية” أنّ الصدام مع مصر “سيفقد إس رائيل تنسيقا عالي المستوى، خاصة أن القاهرة كانت الوسيط الأبرز منذ تصاعُد الأزمة ولعبت دورا كبيرا في الهدنة الأولى”.

ووفق تقديره، فإن الهجوم على رفح “لن يكون الفترة الحالية نهائيا، خاصّة أن الهجوم على خان يونس لم يكتمل وفق تصريحات قادة الجيش الإس رائيلي”.

ويتفق حديث جبر بشأن أن تهديدات نتن ياهو “وسيلة ضغط” للتوصل إلى هدنة وفق شروطه، مع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت المنشورة الأحد، بأن تعميق العملية العسكرية في قطاع غ زة يضمن لإس رائيل التوصل لاتفاق واقعي لاستعادة الرهائن الذين اختطفتهم “ح ماس” وتحتجزهم في غ زة.

وتتوالى تحذيرات دولية من مغبة الهجوم على رفح، منه تحذير كتبه جوزيب بوريل، المفوض الأعلى للشؤون الخارجية في المفوضية الأوروبية، على حسابه في منصة “إكس”، قائلا إن الهجوم “سيؤدّي لكارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى