انضم ألينا

لغز مشاهد التعذيب على هاتف سارة خليفة.. التحريات تكشف علاقة غريبة بشخصية معروفة

كشفت التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية في القاهرة تفاصيل جديدة في واقعة ضبط شبكة دولية للاتجار بالمخدرات، تتزعمها المنتجة المعروفة سارة خليفة، في واحدة من أخطر قضايا الاتجار في المواد المخدرة التي عرفتها مصر خلال السنوات الأخيرة.
وقد أدت التحريات الموسعة إلى كشف خيوط شبكة إجرامية معقدة تضم شخصيات بارزة وعناصر دولية، في الوقت الذي لعب فيه هاتف المتهمة دور البطولة في كشف أسرار وتفاصيل مذهلة.

تليفون سارة خليفة.. مفتاح اللغز

بدأت فصول القصة عندما تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على سارة خليفة، لتبدأ على الفور عملية تفريغ وتحليل محتوى هاتفها المحمول، في خطوة كانت بمثابة نقطة التحول في مسار التحقيقات، ووفقًا لمصادر مطلعة، اكتشف فريق التحليل الرقمي مفاجآت غير متوقعة على الهاتف، أبرزها مقاطع فيديو تُظهر مشاهد صادمة لتعذيب أشخاص يُعتقد أنهم على صلة بالشبكة، وسط مؤشرات على تورط مباشر لسارة في تلك الوقائع.

المختصون لا يزالون يعملون على تحليل الفيديوهات بدقة لتحديد هوية الضحايا، ودراسة ما إذا كانت هذه المقاطع تستخدم كوسيلة ضغط أو تصفية حسابات داخل الشبكة.

الأجهزة الأمنية عثرت كذلك على عشرات المحادثات عبر تطبيق «واتساب»، كشفت تفاصيل دقيقة عن خط سير عمليات الاتجار، بدءًا من استيراد المواد الخام، وصولًا إلى طرق التصنيع والتوزيع، وأسماء المتعاونين.
تضمنت هذه الرسائل تحديد مواعيد تسليم شحنات مخدرات، ومواقع لتخزينها، بالإضافة إلى ذكر أسماء عناصر التشكيل وأدوارهم، الأمر الذي مكن الأمن من رسم خريطة كاملة للشبكة وضبط معظم أعضائها خلال أيام معدودة.

2658293_0.jpg 26.01 KB


علاقة عاطفية بشخصية معروفة

ولم تخل مفاجآت الهاتف من الجانب الشخصي، حيث كشفت بعض الرسائل المتبادلة عن وجود علاقة عاطفية بين سارة خليفة وشخصية عامة شهيرة، لم يُفصح عن هويتها بعد.
هذه العلاقة أصبحت محل تحقيق موسع، خاصة بعد ورود إشارات إلى احتمال تورط هذه الشخصية في تسهيلات لوجستية أو مالية ساعدت الشبكة في أنشطتها.

التحقيقات كشفت عن حيلة ذكية اعتمدت عليها سارة وشركاؤها، تمثلت في استيراد المواد المخدرة على أنها مستحضرات تجميل، واستفادت المتهمة من بطاقة الإقامة الذهبية في الإمارات لتسهيل مرور الشحنات من الصين مرورًا بالإمارات ثم إلى مصر، حيث تم تهريب المواد داخل مركز تجميل تمتلكه سارة في القاهرة.

وتبين طبقا للتحريات أن شقيقها محمد كان المشرف على عمليات التخزين والتوزيع، بالتنسيق مع بقية المتهمين الذين تم ضبط معظمهم في حملات أمنية متزامنة بالقاهرة والجيزة.

شخصيات دولية وأسماء ثقيلة في الشبكة

تشير التحريات إلى أن التشكيل يضم أسماء معروفة في عالم الجريمة، من بينهم «خالد. ف»، «سعيد. س»، «أحمد. ع»، «إسماعيل.م»، بالإضافة إلى عراقي يُدعى «دريد» لا يزال هاربًا.
أما الزعيم الثاني للشبكة، فهو الملقب بـ«الأبيض»، محكوم سابقًا بالمؤبد، وتم تخفيف عقوبته لاحقًا قبل أن يُلقى القبض عليه مجددًا عام 2022.

أسفرت المداهمات عن ضبط أكثر من 165 كيلوجرامًا من المواد المخدرة البودرة، بالإضافة إلى 200 كجم من الحشيش المصنع، ومواد كيميائية تستخدم في التصنيع، داخل شقق سكنية تحولت إلى معامل سرية.
كما تم التحفظ على 5 سيارات فارهة، ومشغولات ذهبية، ومبالغ مالية كبيرة بالجنيه والدولار، فيما قدّرت القيمة الإجمالية للمخدرات المضبوطة بأكثر من 420 مليون جنيه.

نقلت الجهات الأمنية صور المستندات المالية المضبوطة، والأوراق الرسمية والأحراز، إلى نيابة الأموال العامة العليا، للاشتباه في وجود شبهة غسيل أموال باستخدام كيانات تجارية وهمية لتغطية الأنشطة الإجرامية.
وأكدت مصادر قضائية أن النيابة تجري مراجعة واسعة لحركة الأموال وحسابات المتهمين، لتحديد مصادر التمويل وطبيعة المعاملات المشبوهة.

أقوال سارة خليفة في التحقيقات

ورغم كل هذه الأدلة، أنكرت سارة خليفة في التحقيقات كافة التهم المنسوبة إليها، مشيرة إلى أنها لا تعرف شيئًا عن المواد المضبوطة أو الشبكة التي تم تفكيكها.
لكن النيابة قررت حبس المتهمة وشركائها أربعة أيام على ذمة التحقيق، مع التحفظ على أرصدتهم البنكية وممتلكاتهم، وإجراء تحاليل مخدرات لهم، بالإضافة إلى تفريغ كاميرات المراقبة في محيط مقر سكن المتهمة.

تحولت قضية سارة خليفة خلال ساعات إلى قضية، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت اهتمام عدد كبير من المواطنين بسبب ما تتضمنه من عناصر الجريمة المنظمة، والعلاقات المشبوهة، واستخدام النفوذ، إلى جانب وقائع التعذيب المصورة.